إدارة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 13

اذهب الى الأسفل

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 13 Empty آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 13

مُساهمة  Admin الجمعة مارس 25, 2011 10:32 am

مثال:
(ع) طالب جيد لكي لديه مشكلة أنه لا يحب درس الجغرافيا، وبالتالي فهو يجد صعوبة في مراجعة هذا الدرس استعداداً للامتحان، بعد جلسة قصيرة لم تزد على عشرين دقيقة أمكن استنباط سلسلة الأنماط لـ (ع)، وكانت كالتالي:
فهو يتذكر أن لديه امتحان جغرافية ص د
فيقول في نفسه: " لا بد أن أراجع الدرس " س ذ
فيتناول كتاب الجغرافية، وعندما يرى الكتاب ص خ
يتذكر كيف أن الطلاب ضحكوا عليه مرة عندما أخطأ في إجابة سؤال عن عاصمة كندا ص د
وأن المدرس قال له: " يجب أن تتقن الموضوع قبل أن تأتي إلى الفصل " س د
فيتولد لديه إحساس بالمرارة فيتوقف عن المراجعة. ح د ـ

أي أن السلسلة النمطية لـ (ع) هي:
ص د ـ ـ ـ > س د ـ ـ ـ > ص خ ـ ـ ـ > ص د ـ ـ ـ > س د
ـ ـ ـ > ح دَ
أحد الحلول لقضية (ع) كالآتي:
نطلب من (ع) أن يحضر كتاب الجغرافي ويضعه أمامه.
ـ (ع) أي مادة تحبها كثيراً؟
(ع) : أحب الحساب.
تخيل نفسك وأنت تؤدي امتحان الحساب الذي تحبه كثيراً. استحضر في ذهنك تلك اللحظات التي كنت فيها منشرحاً وأنت تجيب على أسئلة الحساب بجدارة (ص د). استمر في تصور حالتك وأنت تؤدي امتحان الحساب. يمكنك أن تؤدي امتحان الجغرافيا بالطريقة ذاتها التي تؤدي بها امتحان الحساب. انظر إلى كتاب الجغرافيا أمامك (ص خ). ماذا تشعر الآن؟
(ع) : اشعر بارتياح (ح د +),
يمكن تكرار العملية عدة مرات حتى نتأكد من أن (ع) اعتمد الاستراتيجية الجديدة. وفيما يلي بيان بالاستراتيجيتين لـ (ع)، قبل المقابلة وبعدها:
قبل المقابلة:
ص د ـ ـ ـ \
تعلم المهارات:
في البداية لم تكن لديك اللياقة لقيادة السيارة، أي أنك كنت تعلم أو (تعي) بعدم اللياقة. ثم بدأت تتعلم القيادة، فأصبحت تقود السيارة ولكن في هذه المرحلة يبقى ذهنك مشدوداً إلى عملية القيادة، فأنت تفكر في المقود، والفرامل، ودواسة الوقود تحت رجلك اليمنى، وعصا التعشيق على جهتك اليمنى(أو اليسرى في بعض البلدان)، أي أنك على وعي بلياقتك. ولكن بعد فترة من ممارسة قيادة السيارة يتضاءل وعيك بقيادتها، فتقودها بدون وعي. فقد تكون مشغولاً بحديث مع جليسك في السيارة، أو قد تفكر في أي شيء عدا التفكير بقيادة السيارة، لأن العقل الباطن هو الذي يقود السيارة وأنت لا تعي ذلك. ولا يتدخل عقلك الواعي في القيادة إلا في الحالات الطارئة عندما يكون هناك مشهد غريب في الطريق، أو صوت قوي ينبئ عن وجود خطر، أو ما شابه ذلك. أي أن عملية التعلم تمر بأربع مراحل:
1. لا وعي بعدم اللياقة.
2. وعي بعدم اللياقة.
3. وعي للياقة.
4. لا وعي للياقة.
لاحظ أن عملية التعلم تتكرر بين (2) و(4). فبعد أن تتعلم قيادة السيارة (4) تكتشف أن هناك شيئاً لم تتعلمه. فترجع إلى النقطة (2) ومنها إلى (3) ثم (4). حتى يتم استكمال فن القيادة، أو مهارة القيادة.
إن التقدم في عملية التعلم تقتضي توفر أمرين أساسين لدى المتعلم:
الأول: الانتباه الجيد لما هو مطلوب (وهو هنا إجادة قيادة السيارة)، ولما هو متاح من موارد وإمكانات.
والثاني: هو المرونة والاستعداد للتغيير حتى يتم الوصول إلى الحصيلة.
إن التعلم الجيد هو ما يكون مستقراً في العقل الباطن. أي تكون الخبرة، أو المهارة ملكة تنساب من اللاشعور دون وعي. وتلك هي طريقة تعلمنا للغة في صغرنا دون أن نحتاج إلى التفكير في الحروف والكلمات بل نتعلمها دون أن نعرف كيف تعلمناها. فتتكلم دون التفكير باختيار الحروف أو ترتيب الكلمات ولو عمدنا إلى تعليم الطفل الصغير الحروف والكلمات لما أمكنه أن يتعلم، إنما تعلم ببديهته، فكان تعلمه سريعاً. إلا أنه عندما يكبر يحتاج إلى أن يتقن اللغة، فيدرس قواعدها، وأساليبها، وآدابها، وكذا الأمر في المهارات الأخرى، يكون أفضل تعلم، وأسرعه بالبديهة، ثم يصار إلى إتقان المهارة بالتدريب والتعليم، ويمكن اختصار الجهد والوقت اللازمين للوصول إلى هذه الغاية باستخدام الهندسة النفسية لاستنباط استراتيجية المهارة ممن يمتلك هذه المهارة، ثم تطبيقها على من يريد اكتسابها.
المعايرة
المعايرة Calibration هي ملاحظة التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ على شخص عند انتقاله من حالة ذهنية إلى حالة ذهنية أخرى، ثم استخدام تلك التغييرات للاستدلال على حالته الذهنية فيما بعد. أي هو إيجاد (المسطرة) التي يمكن أن نقيس بها حالته.
عندما نطلب من شخص أن يدخل في حالة ذهنية إيجابية، أي حالة يكون فيها سعيداً منشرحاً، فإن هناك عدداً من التغييرات الفسيولوجية تحصل له كاستجابة لا شعورية لتغير حالته الذهنية. ومن أهم هذه التغييرات أربعة هي:
• التنفس.
• شكل الشفة السفلى.
• قسمات الوجه.
• لون البشرة.
وعندما تسأل الشخص أن ينتقل إلى حالة ذهنية سلبية، كموقف مؤلم يتذكره، فستلاحظ ما يطرأ على العلامات الأربع المذكورة. وبعد أن تتعرف على هذه المفاتيح الأربعة، وعلاقتها بحالته الذهنية يمكنك القيام بعكس العملية أي يمكنك معرفة الحالة الذهنية من ملاحظة أوضاعها الفسيولوجية. فتعلم بأنه فرح، أو حزين، أو غضبان، أو خائف.. ا لخ من ملاحظة تلك العلامات.
ونمارس في حياتنا اليومية قدراً من هذه (الفراسة)، وخاصة مع أفراد العائلة والأصدقاء، فكم مرة تسأل صديقك: لماذا أنت حزين، أو غضبان، أو مسرور.. وذلك بمجرد النظر إليه وملاحظة تلك العلامات أو بعضها.
وكثيراً ما يتغير لون الإنسان الخائف إلى الصفرة، ويرتفع معدل تنفسه، وتتوسع عيناه والشخص الذي يخجل يتغير لون وجهه إلى الحمرة. والشخص الحزين ينظر إلى الأسفل، وتصبح شفته أدق، وهكذا.
لاحظ كذلك اتجاه زوايا الفم في حالة السرور أو الغضب أو الحزن. إن ملاحظة هذه الأوضاع تحتاج إلى مران وحواس مرهفة، لأن معرفتها تساعد على تحقيق حالة الألفة التي هي شرط لازم للتأثير في الشخص المقابل، سواء كان ذلك التأثير تدريباً، أم تعليما، أم علاجاً، أم تفاوضاً، أم بيعاً، أم علاقة زوجية. وأفضل طريقة للتدريب على هذه القابلية، أي المقدرة على المعايرة، هي مراقبة الآخرين. وذلك بأن تركز على أمر واحد من الأمور الأربعة لمدة يوم أو يومين. فتبدأ بالتنفس مثلاً، فتراقب تنفس الجليس بدقة ـ ارتفاع أو انخفاض صدره أو بطنه، وإذا لم يتيسر ذلك راقب حركة كتفيه حيث يرتفعان قليلاً عند الشهيق، وينخفضان قليلاً عند الزفير. حاول أن تنقل الشخص من حالته الذهنية الحالية إلى حالة أخرى وأنت تراقب تنفسه. بعد ذلك حاول أن تضبط معدل تنفسك ليكون بالرتابة نفسها مع الجليس، وهي خطوة هامة لتحقيق الألفة كما سيأتي ذكره.
وبعد يومين أو ثلاثة انتقل إلى مراقبة الفم، وخاصة شكل الشفة السفلي، وتقوسها، وسمكها، واتجاه أطرافها. وبعد أيام انتقل إلى مراقبة قسمات الوجه، وتعبيرات الجسم. هل الرأس مرتفع؟ هل الأكتاف مرتفعة أم منخفضة ؟ وضع الجلوس. وضع اليدين. حركة الرأس ثم انتقل إلى تغير اللون، وخاصة لون الوجه، ولون الشفاه، ولون المنطقة المحيطة بالعينين، ولون الخدين، وعلاقة تلك التغيرات بالحالة الذهنية.
إن معرفة النظام التمثيلي، وأنماط التفكير، وإشارات الوصول العينية، والمعايرة، قد تبدو سهلة. وهي كذلك حقا. ولك إجادتها تحتاج إلى خبرة وتدريب. قيادة السيارة، ولعب كرة القدم, واستعمال الحاسب، أمور ليست صعبة، ولكنها تتطلب قدرا من التدريب والخبرة والمهارة. إن من يعمل في الهندسة النفسية، واكتسب الخبرة والتجربة، يستطيع أن يعرف الأمور المذكورة في دقائق معدودة. بل يستطيع في كثير من الحالات أن يعرف ماذا يدور في ذهن الجليس دون أن يسأله.
[justify]

Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

https://almodarreb.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى