إدارة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 8

اذهب الى الأسفل

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 8 Empty آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 8

مُساهمة  Admin الجمعة مارس 25, 2011 10:22 am

كيف تحدد الحصيلة وتصل إليها؟
النظام التمثيلي
( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )( الإسراء:36)
تتم عملية الإدراك Cognition لدى الإنسان عن طريق تضاف خمسة عوامل تشارك في العملية، وهي: الإدراك الحسي، والانتباه، والتفكير، والذاكرة، ثم التعبير أو اللغة، كما يوضحها الشكل التالي:
العناصر الخمسة التي تشارك في عملية الإدراك
يتم الإدراك الحسي عن طريق ورود المعلومات إلى الدماغ من الحواس الخمس: البصر، والسمع، واللمس، والشم، والذوق. ويقوم الدماغ بتجفير المعلومات ثم تفسيرها، وبالتالي فهمها. وعدد الخواص في الحقيقة ست وليس خمسا. إنما ذكرنا الخمس جريا على ما اعتاده الناس. الحاسة السادسة هي الحاسة الحركية Kinesthetic وهي الحاسة التي تجعلنا نعرف مواقع أعضاء الجسم وأوضاعها. فأنت تعرف إن كانت يدك مرفوعة أو ممدودة، وتعرف إن كانت كفك مقبوضة أو مبسوطة، من دون النظر إليها. ولكننا سنصطلح على إطلاق كلمة الإحساس على حاسة اللمس( النعومة والخشونة، والحرارة والبرودة ) والحاسة الحركية معاً. ثم لدينا الإحساس النفسي، كالشعور، أو التعب، أو الحزن، أو الفرح، أو الغضب. وسندرج هذه المشاعر والعواطف والأحاسيس أيضاً تحت كلمة الإحساس. فالإحساس إذن يشمل حاسة اللمس، والحاسة الحركية، والإحساس بالمشاعر المختلفة. أي سيبقى عدد الحواس خمساً بعد هذا التعريف الجديد للإحساس.
الأنماط
يمثل الإحساس المتولد عن كل حاسة من هذه الحواس الخمسة نمطا Mode خاصا للإدراك. فالإدراك الناتج عن( رؤية ) شئ هو النمط الصوري Visual (نسبة إلى الصورة)، والإدراك الناتج عن (سماع) صوت هو النمط السمعي Auditory، والإدراك الناتج عن (الإحساس) بشئ هو النمط الحسي Kinesthetic وهناك إدراك يشترك فيه نمطان أو أكثر من أنماط الإحساس، كأن نرى طائراً (صوري) يغرد (سمعي). كما يمكن تحويل الإدراك من نمط إلى نمط. فعندما نسمع صوت الطائرة ( نمط سمعي) فإننا نتصور شكل الطائرة (نمط صوري) وهي تطير في السماء. أي أننا حولنا النمط السمعي إلى نمط صوري كما يقول الخليل ابن أحمد:
إذا جعل اللحظ الخفي كلامــه جعلت له عيني لتفهمه أذنا !
ويقوم العمي، وكثير منهم يولدون كذلك، بتحويل الأنماط السمعية إلى بصرية، فيرون في مخيلتهم صور الأشياء، فيصفونها حتى ليعجب السامع من دقة وصفهم، كما وصف بشار بن برد الحرب في بيت يعد من روائع الشعر العربي، حيث يقول:
كأن مثار النقع فوق رؤوسـنـا وأسياقنا ليل تهاوى كواكبه
وبشار لم ير الحرب بعينيه ولكنه سمع وصفها فتصورها، وعبر في هذا البيت عن تصوره. ويندرج أيضاً في ذلك قوله:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا: بمن ترى تهذي؟ فقلت لهم: الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
وبالرغم من اشتراك الحواس الخمس كلها في عملية الإدراك في حياتنا إلا أن الغالبية العظمى لمدركاتنا، ولذكرياتنا كذلك، تأتي عن طريق ثلاث حواس رئيسة، البصر، والسمع، والإحساس.
وفي هذا الكتاب سنعتبر حاستي السمع والذوق تابعتين لنمط الإحساس هذا، أي سيقتصر كلامنا على أنماط رئيسة ثلاثة فقط:
* النمط الصوري.
* النمط السمعي.
* النمط الحسي.
وتدعى، أحياناً هذه الأنماط الثلاثة بالإنجليزية VAK، وهي أوائل الحروف للكلمات الثلاث:Visual, Auditory, Kinesthetic..
الأنماط الداخلية والأنماط الخارجية:
عندما تنظر إلى شخص( صديق مثلاً) يجلس أمامك، فإن صورته تصل إلى الدماغ عن طريق العين بوساطة الضوء الذي يصدر( أو على الأصح ينعكس) عن جسم الشخص. في هذه الحالة تقول: إن الرؤية هي رؤية خارجية، لأن مصدرها خارجي، والآن بعد أ، يذهب الصديق يمكنك أن (تتصوره) في ذهنك فترى وجهه وعينيه، ولون ملابسه، وكأنه موجود أمامك. في هذه الحالة تكون رؤيتك للصديق رؤية داخلية، لأن مصدرها داخلي من المعلومات التي تختزنها في ذاكرتك. وتنتهي الرؤية الخارجية بغياب المرئي عن العين. أما الرؤية الداخلية فتبقى مختزنة في الذاكرة نستطيع استدعاءها متى شئنا.
العين تبصر من تهوى وتفقده وناظر القلب لا يخلو من النظر
الرؤية الخارجية والرؤية الداخلية
وعندما تسمع صوت الطائر المغرد الواقف على شجرة قريبة، يكون سمعك خارجيا، لأن الصوت آت من مصدر خارجي. ولكني أيضاً تستطيع أن تتخيل صوت الطائر يغرد فيكون سمعك في هذه الحالة داخلياً مصدره ذاكرتك.
السمع الخارجي والسمع الداخلي
وكذلك الأمر في النمط الحسي، يكون تارة خارجياً، كنعومة المقعد الذي تجلس عليه، أو ضيق الحذاء الذي تلبسه؛ أو يكون داخلياً. كتذكرك للجو البارد. أو وخزة إبرة الطبيب في الأسبوع الماضي، أو شعورك بالفرح أو الحزن.
الإحساس الخارجي والإحساس الداخلي
من هنا فبإمكانك أن تتخيل مشهداً يشترك فيه واحد أو أكثر من الأنماط المذكورة. فيمكنك أن تتخيل نفسك وأنت تجلس على كرسي في غرفة باردة (حسي)، وأمامك طفل (صوري) يصرخ(سمعي). أي أن الأنماط الثلاثة تشترك في هذا المشهد الذي تتصوره. بكلمة أخرى فإن الصورة الذهنية لهذا المشهد تتألف من ثلاث مركبات (أنماط)، صورية، وسمعية، وحسية. إلا أن مشاركة هذه المركبات الثلاث في تشكيل المشهد في ذهنك ليست متساوية. وهنا نأتي إلى حقيقة مهمة سنحتاج إلى الرجوع إليها فيما بعد، وهي: إن لكل إنسان طريقته الخاصة في تشكيل المشهد الداخلي في ذهنه من المركبات الثلاث.
النظام التمثيلي
أنماط التفكير المتنوعة هذه، وكيفية تشكلها في ذهن الإنسان، تدعى بالنظام التمثيلي Representational System.
ولتيسير الأمر فسنعبر عن كل نمط من الأنماط الثلاثة برمز. فنرمز للنمط الصوري بالحرف(ص)، وللسمعي بالحرف (س)، وللحسي بالحرف(ح). وحيث إن لدينا أنماطاً خارجية وأخرى داخلية، فيمكن إضافة حرف صغير للدلالة على كونه خارجياً أو داخلياً. فيكون النمط الصوري الخارجي هو (ص خ)، والصور الداخلي(ص د)، والسمعي الخارجي (س خ )، والسمع الداخلي ( س د)، وكذلك الحسي (ح خ), (ح د).
ولا يقف الأمر عند هذه الأنماط الثلاثة، إذ هناك ثلاثة أنماط داخلية أخرى تشارك في تكوين الحالة الذهنية للإنسان. هل تخيلت يوماً أنك تطير في الفضاء؟ أو تخيلت الجنة التي وعدها الله بها عباده المتقين؟ أو النار التي توعد بها الكافرين؟ هل يمكنك أن تتصور إنساناً بثلاث عيون؟ ( أو تتصور عالماً خالياً من الظلم ؟). لا شك أنك يمكنك تصور ذلك كله، ولكنك لم تكن رأيت هذه الأشياء أو المشاهد من قبل، إنما أنشأتها في مخيلتك إنشاءً. لهذه الصور الإنشائية دور كبير في تشكيل الحالة الذهنية. وسنرمز لها بالرمز( ص د) حيث (ن) ترمز للإنشاء.
كذلك يمكنك إنشاء أصوات لم تكن قد سمعتها من قبل. هل يمكنك أن تتخيل وأنت تجلس مع صلاح الدين الأيوبي وتسمع صوته وهو يسألك عما جرى للقدس بعد موته؟ هذا هو السمع الإنشائي(س ن).
أما النمط الثالث فعلى جانب كبير من الأهمية. كم مرة في اليوم تحدث نفسك أو تقرأ شيئاً دون التلفظ به، وتحاور شخصاً في داخل نفسك: قلت له، قال لي، لو قلت له كذا....؟ هذا هو " حديث النفس " وهو نمط سمعي ذاتي نرمز له بالرمز( س ذ ).
وبالتالي فلدينا ستة أنماط داخلية هي:
الإحساس الداخلي قد يكون إيجابياً، كالشعور بالراحة أو اللذة، ونرمز له بالرمز (ح د ) ؛ وقد يكون سلبياً، كالشعور بالألم الجسدي أو النفسي، ونرمز له بالرمز (ح د ).
دائي رسيس قد تصمنه الهوى تحت الجوانح ناره وتتضرم (ح د ).
[justify]

Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

https://almodarreb.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى