إدارة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية5

اذهب الى الأسفل

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية5 Empty آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية5

مُساهمة  Admin الجمعة مارس 25, 2011 10:18 am

هناك ثلاثة عوامل تحد من إدراكنا للعالم، وتقيده:
• الحواس.
• اللغة.
• المعتقدات والقيم.
وما تبصر العين يا سيدي سوى ما تحب وما ترتضي ط
الحواس
الحواس منافذ العقل إلى العالم، وقنوات الإدراك له. لكن قدراتها محدودة، وإمكاناتها متناهية.
فالعين البشرية يمكنها أن تبصر شمعة على بعد عشرة أمتار. إن أقصى مسافة يمكن للعين البشرية أن ترى الشمعة المضيئة في الليلة الظلماء الصافية هي 45 كيلومتراً. أي أن هناك حداً للإبصار، يسمى " عتبة الإبصار".
عتبة الإبصار لشمعة مضيئة 45 كيلومتراً.
والأذن تسمع دقات الساعة التي في يدك. وإذا كان الجو هادئاً خالياً من الضوضاء فبإمكان الأذن أن تسمع دقات الساعة على بعد سبعة أمتار كحد أقصى. أما إذا كانت الساعة على مسافة أبعد فإن الأذن البشرية لا تسمع دقاتها.
وهذه هي " عتبة السمع " .
عتبة السمع لساعة اليد هي 7 أمتار.
ولحاسة اللمس حدود كذلك. فيمكنك أن تحس بقطعة نقود تسقط على يدك. ولكنك لا تحس بذرة الغبار تسقط على جسمك. و" عتبة الإحساس هو سقوط شعرة صغيرة على الخد من ارتفاع سنتيمتر واحد". وكذلك الأمر في حاستي الشم والذوق.
إذن للحواس حدود للحساسية ندعوها " عتبة الإحساس " . ولم لم يكن لحواسنا حدود لما احتجنا إلى التلسكوبات، والمجهر، ومكبرات الصوت، والتلفون، والراديو، والتلفزيون.
وأمر آخر يخص الحواس وهو إدراكها أو إحساسها للفروق. فكيف نعرف أن إضاءة الشمعة (أ) هي أكثر أو أقل من إضاءة الشمعة (ب)؟ أو أن درجة حرارة اليد اليمنى أعلى أو أدنى من درجة حرارة اليد اليسرى؟ أو أن وزن الجسم (أ) أكثر أو أقل من وزن الجسم (ب)؟ إن السؤال هنا يتعلق بإدراك الحواس للفروق بين الظواهر التي نحس بها.
إن أقل فرق يمكن إدراكه هو 0,02 (اثنان بالمائة) من وزن الجسم. هذا من ناحية الوزن. كذلك هناك حدود دنيا للفروق التي يمكن إدراكها للتمييز بين إضاءة جسمين، أو التمييز بين لونين، أو للتمييز بين صوتين أيهما أشد أوأعلى درجة (تردداً). هذه الحدود الدنيا للفروق ندعوها " عتبة الفروق" تجعلنا نلجأ إلى الميزان، والمسطرة، والمحرار، وأدوات القياس الأخرى لعجز حواسنا عن التمييز بين الفروق الدقيقة.
وناحية ثالثة تحد من إدراكنا للعالم عن طريق الحواس هي حدود الحزمة أو " عتبة الطيف". إن أقصر موجات الضوء المرئي الذي تحس به العين هي موجات الضوء البنفسجي التي يبلغ طولها 380 نانومتر(النانومتر = واحد بالبليون من المتر). وأطولها هي موجات الضوء الأحمر التي يبلغ طولها 780 نانومتر. فإذا كان طول الموجات الكهرومغناطيسية أقل من 380 نانومتر, أو أكثر من 780 نانومتر فإن العين لا تحس بها، أي لا ينتج عنها رؤية. ولكن الطيف الكهرومغناطيسي يضم أطوالاً أخرى على جهتي الطيف المرئي. وفي الحقيقة أن الجزء المرئي لا يمثل إلا جزءاً صغيراً جداً من الطيف الكهرومغناطيسي.
الطيف الكهرومغناطيسي: لا ترى عين الإنسان غير جزء صغير منه
وإذا انتقلنا إلى حاسة السمع، فسنجد أنه يمكن للأذن البشرية أن تسمع الأصوات التي يتراوح تردد موجاتها بين 20 و 20000 ذبذبة في الثانية. أي أن الأذن لا تستطيع سماع الأصوات إذا كان ترددها أقل من 20 أو أكثر من 20000 ذبذبة في الثانية. لذلك فإننا لا نسمع الأمواج فوق الصوتية لأن ترددها يزيد على 20000 ذبذبة في الثانية. لكن هناك مخلوقات أخرى تسمع هذه الأمواج كالخفاش.
فالحواس إذن محدودة مقيدة في ثلاثة أنواع من الحدود لا تتجاوزها:
• عتبة الإحساس.
• عتبة الفروق.
• عتبة الطيف.
خداع الحواس
إضافة إلى محدودية الحواس فإنها تخدعنا في بعض الأحيان. انظر إلى الأشكال التالية لترى صدق حاسة النظر.
والسينما هي خدعة لحاسة البصر، إذ إنها سلسلة متعاقبة من الصور الثابتة لا تدرك العين تعاقبها. والتلفزيون كذلك خدعة للعين، لأنه في حقيقته نقطة مضيئة تتحرك بسرعة عالية على الشاشة من الشمال إلى اليمين، ومن الأعلى إلى الأسفل، وتتغير إضاءة النقطة، فتترك أثراً على الشاشة يماثل الصورة الأصلية الموجودة أمام الكاميرا في محطة الإرسال. فيما يلي بعض الأشكال التي تنطوي على خداع لحاسة البصر.
وحاسة اللمس يمكن أن تخدع أيضاً. في الشكل التالي أداة تجريبية. أنبوبان من النحاس قطر كل منهما نصف بوصة ملفوفان على قطعة من الخشب. يمر في أحد الأنبوبين ماء بارد، ويمر في الآخر ماء دافئ. وعندما تلمس الأنبوب البارد لوحده تجده بارداً، وعندما تلمس الأنبوب الدافئ لوحده تجده دافئاً. إلى هنا كل شيء اعتيادي.
ولكنك إذا قبضت على اللفة، حيث تلامس الأنبوبين في وقت واحد فسوف تصعق لأنك ستجدها ساخنة إلى حد لا تحتمله يدك. ذلك أن الإحساسين البارد والدافئ في الوقت نفسه يولدان إحساساً بالحرارة الشديدة أي أنك تحس بدرجة حرارة عالية في حين أن حقيقة الأمر ليست كذلك.
محدودية الحواس نعمة من الله
بالرغم مما في محدودية الحواس من أثر على إدراكنا للعالم إلا أن في ذلك نعمة لا تقدر بثمن. فماذا تكون صورة العالم لو كنا نرى سطح القمر والكواكب الأخرى، والنجوم والمجرات، كما نرى البنايات المجاورة لنا، أو كنا نرى الالكترونات تدور في أفلاكها حول البروتونات والنيوترونات؟ وكيف تكون حياتنا لو كنا نسمع الانفجاريات الداخلية للشمس وهياج النجوم التي تملأ السماء، أو كنا نسمع أزيز الجزئيات تتحرك في أجسامنا وطعامنا وشرابنا، أو ضجيج الميكروبات والبكتيريا والفيروسات من حولنا؟ وماذا يكون الأمر لو أن أي لمسة بسيطة لجسمك تسبب لك ألماً شديداً، لأن حاسة اللمس لديك على درجة عالية من الحساسة فتصرخ من شدة الألم عندما يصافحك صديقك، أو تقفز مذعوراً عندما تسقط ريشة على رأسك؟ وبالعكس كذلك أيضاً. فإذا لم تحس بالألم إطلاقاً فإن حياتك تكون مهددة بالخطر. إذ يمكن أن تحترق أصابعك وأنت لا تحس بها، ويمكن أن تسحق قدمك حتى العظم وأنت لا تعلم بذلك، ويمكن أن تأكل الأورام جسمك دون أن تحس بالحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب!
إذن هذا القدر من الإحساس لكل حاسة من الحواس الخمس هو القدر المناسب ليجعل حياتنا طبيعية مريحة. وتلك نعمة من الله نشكره عليها ونحمده (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر: 49). ولكن ما أردنا قوله هو أن الحواس محدودة. وأن إدراكنا للعالم محدود تبعاً لذلك. ويمكننا أن نتصور كما ًمن الأشياء، أو الظواهر تغيب عنا، وهي بين أظهرنا، فلا نراها، ولا نسمعها، ولا نلمسها، ولا نشمها، ولا نتذوقها. (لمعرفة المزيد عن الحواس أنظر الملحق في آخر الكتاب).
[justify]

Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

https://almodarreb.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى