إدارة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 7

اذهب الى الأسفل

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 7 Empty آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 7

مُساهمة  Admin الجمعة مارس 25, 2011 10:21 am

الحصيلة
لماذا تقرأ هذا الكتاب؟ هل تستطيع الإجابة على هذا السؤال: لماذا تقرأ هذا الكتاب؟ أو ماذا تريد من وراء قراءة هذا الكتاب؟ هنا نتكلم عن الحصيلة، أو المال، أو النتيجة النهائية التي تريدها Outcome لا شك أن لكل إنسان أغراضاً ومقاصد في حياته، وفي أعماله، وفي نشاطاته،وفي رواحه ومجيئه. ولكن هل أن هذه الأغراض والمقاصد واضحة محددة، أم هي مبهمة عائمة غامضة؟ الحصيلة هي هدف أساسي محدد واضح لا لبس فيه ولا غموض. عندما يأتي طالب البعثة من بلاده إلى أوربا فإن هناك حصيلة في ذهنه يريدها وهي أن يكمل دراسته العليا ويأخذ شهادة الدكتوراه. ولاعب كرة القدم لديه حصيلة هي أن يكون عضواً في المنتخب الوطني لبلاده. والشاب لديه حصيلة يريد الوصول إليها وهي أن تكون فلانة زوجة له. والحقيقة إن لكل إنسان ناجح حصيلة محددة وضعها نصب عينيه وسعى إلى تحقيقها فحققها.
والحصيلة هنا هي قرينة النية، أو إنها هي النية ذاتها. وقد تكون هذه النية منسجمة مع القول والعمل، فيكون الإنسان صادقاً مع نفسه، فيصل إلى ما يريده صراحة وضمنا. وقد تكون النية غير القول والعمل، فيخدع الإنسان نفسه ويخدع غيره. وفي النهاية يصل إلى غير ما أراده بقوله وعمله. وهنا يكون قد فشل في الوصول إلى النجاح، أو نجح في الوصول إلى الفشل. وفي الحديث الصحيح " إنما الأعمال بالنيات، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته ما هاجر إليه"فالموت في سبيل الله حصيلة، وإصابة الدنيا حصيلة، والزواج من امرأة حصيلة، وكما أن الأعمال بالنيات من حيث الأجر والثواب، فكذلك الحصيلة بالنيات من حيث الوصول إليها وتحقيقها. والجنة حصيلة المؤمن، والنار حصيلة الكافر، وكل ذلك (نجاح) بالنسبة لصاحبه، ولكن فرق بين النجاحين. وإنما كلامنا في قوانين الحياة وسننها التي يستوي فيها المؤمن والكافر. وإلا لما حقق الكافر في أمر دنياه ما قد يعجز عنه المؤمن.
العمل من دون تحديد الحصيلة كالسير من دون هدف محدد تريد الوصول إليه، فقد تصل إلىمكان جميع ممتع، وقد تصل إلى مكان لا تحبه ولا تريده، وقد لا تصل إلى نهاية أبداً. والحصيلة هي أهداف نهائية يمكن الإحساس بها صورياً، أو سمعياً، أو حسياً. لذلك يجب استعمال كلمات محددة صلبة، وليس كلمات عائمة هشة. نقول أريد أن أكون غنياً. " الغنى" كلمة هشة لينة كالمطاط. هل تستطيع أن ترى " الغنى" بعينيك، أو تسمعه بأذنيك، أو تلمسه بيديك ؟ إن ما يعنيه الغنى بالنسبة لك قد لا يعني شيئاً بالنسبة لشخص آخر، ألف دولار قد تعني غنى وثروة لعامل بسيط في الهند، ولكنها لا تعني أكثر من ثمن ربطة عنق للبعض، أو مجرد وريقات خضراء للبعض الآخر.
ماذا تريد؟
الهندسة النفسية هي علم وفن لصناعة النجاح، وللوصول إلى التفوق وأول خطوة في هذا الطريق هي تحديد الحصيلة. ماذا تريد؟ بالرغم من بساطة السؤال وبداهيته فإن الكثير يفاجأ بعدم قدرته على الإجابة على هذا السؤال، وعلى غيره مما يتعلق(بتقنية) النجاح والتفوق. لا يمكنني أن أخبرك عما تريد، لأنني لا أعرف ماذا تريد. قد تكون وظيفة، أو شهادة، أو امرأة، أو مالاً، أو نصراً رياضياً، أو العيش بسلام مع زوجتك، أو أن تكون زعيماً، أو كاتباً لامعاً، أو... المهم أن يكون لك هدف واضح محدد لكل نشاط، أو فاعلية، أو عمل تقوم به.
قام أحد طلبة الماجستير في إحدى الجامعات الأمريكية بإجراء دراسة نادرة. كان ذلك في عام 1935م حيث أجرى هذا الطالب استفتاء لخريجي الجامعة في تلك السنة. وكان السؤال الذي وجهه إليهم هو: هل لك أهداف محددة مكتوبة؟ وكانت النتيجة أن3% فقط من هؤلاء الخريجين وضعوا لهم أهدافاً محددة ومكتوبة عما يريدون القيام به في حياتهم. وبعد عشرين سنة من ذلك، أي في عام 1973م رجع إليهم صاحب البحث ليستطلع أحوالهم فوجد أن هؤلاء الـ 3% حققوا نجاحاً في وظائفهم وأعمالهم أكثر مما حققه الـ 97% الآخرون مجتمعين.
يعتمد تحقيق النجاح والتفوق على ثلاثة أركان:
• تحديد الحصيلة.
• والاستعمال الأمثل للحواس.
• والمرونة أو القابلية على التغيير.
وتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
أنت الآن في مكان وزمان معينين. أي أنت الآن في " الحالة الراهنة"، الحصيلة هي الحالة الجديدة التي تريد الوصول إليها، أي " الحالة المطلوبة" ضمن زمان ومكان معينين. فللحصيلة إذن إطار زمان ومكاني.
أما حدة الحواس، فتعني جمع المعلومات. وبقدر ما تكون الحواس مرهفة، تكون كمية المعلومات ونوعيتها مساعدة ومعينة على تحقيق الانتقال من الحالة الراهنة إلى الحالة المطلوبة.
لا يمكنك الوصول إلى أهداف ثابتة إذا كانت وسائلك ثابتة
يجب أن تكون المرونة في الوسائل وليس في الأهداف
والمرونة هي مقارنة الحالة الراهنة مع الحالة المطلوبة لمعرفة الوسائل والسبل والقابليات التي تحتاجها للوصول إلى الأخيرة. وهذه الوسائل والسبل والقابليات ندعوها " الموارد" وهي تعني إيجاد خيارات جديدة، أي الاستعداد للتغيير. تغيير العادات، والميول، والمعتقدات، والقيم، والمعايير، والسلوك.
فإن أردت الوصول إلى هدف محدد ثابت، فلا بد من أن تكون لديك المرونة في وسائلك، فتكون قادراً على تغيير تفكيرك، وسلوكك، ومشاعرك. أما إن كانت وسائلك جامدة لا تتغير، فإنك تحتاج إلى تغير هدفك.
إن أحد المبادئ الأساسية للهندسة النفسية هو: إذا كانت الطريقة التي تعمل بها توصلك إلى نتيجة معينة، فإن استمرارك في الطريقة نفسها سيوصلك إلى النتيجة نفسها في كل مرة. بكلمة أخرى أنك لا تستطيع الوصول إلى هدف ثابت وضعته لنفسك، لأنك قيدت نفسك بالهدف الذي تصل إليه في كل مرة بإتباع الطريقة نفسها.
إذا كان الهدف ثابتاً، فلا بد من تغيير الوسيلة للوصول إليه.
كيف تحدد الحصيلة؟
1 ـ يجب أن يكون هدفك إيجابياً. أي أن تحدد ما تريد وليس ما لا تريد. قل: أريد أن أحصل على الوظيفة الفلانية، ولا تقل: لا أريد أن أبقى عاطلاً عن العمل. قل أريد أن أتزوج فلانة، ولا تقل لا أريد أن أبقى عازباً.
2 ـ تأكد أن ما تريده يمكنك الحصول عليه بغض النظر عما يفعله الآخرون. بكلمة أخرى تأكد أنك المسئول عن تحقيق هذا الهدف وليس شخصاً آخر. وحتى ولو تعلق الأمر بشخص آخر. فإن العبء يقع عليك وليس على أحد آخر.
3 ـ يجب أن تعرف إذا وصلت إلى هدفك أم لا، وفيما إذا كنت تقترب منه أم لا. لأن هناك من لا يعرف أنه قد وصل إلى هدفه، أو لا يعرف أنه يقترب منه. كيف تعرف بأنك أصبحت كاتباً ناجحاً أم لا؟ أن تنشر كتاباً واحداً على الأقل، أم أن تنشر خمسة بحوث، أم عشرة دراسات، أم ماذا؟ يجب أن يكون لديك مقياس للنجاح، إذ ربما أنك كاتب ناجح ولكنك لا تعرف ذلك، أو لم تكتشفه.
4 ـ يجب أن تتخيل هدفك بتفاصيله، وتتخيل نفسك وأنت محقق هدفك، وتكون إجاباتك على الأسئلة: متى، وأين، وكيف، ومن، واضحة محددة مفصلة.
5 ـ تأك فيما إذا كانت هناك عوائق تقف في طريقك. قد لا تكون هناك عوائق، ولكن ربما كانت هناك أهداف أخرى تتعارض مع هدفك هذا.
6 ـ عليك أن تبادر وتبدأ العمل لتحقيق هدفك. لأنه من دون العمل لن يكون هناك إلا ورقة مكتوبة عليها أهدافك. ليس من الضروري أن يكون عملك شاقاً أو مرهقاً. في الحقيقة يجب ألا يكون كذلك. بل يجب أن تستمتع بعملك، أو على الأقل أن تجعل عملك ممتعاً.
7 ـ يجب أن تضع أهدافك على الورق كتابة بشكل واضح، محدد دقيق، ومختصر، على شكل عبارة، أو نقط مرقمة، واكتم ذلك ولا تخب به أحداً إلا من ارتضيت ممن هو شديد القرب منك.
8 ـ والأهم من هذا كله أن تؤمن بأهدافك إيماناً لا يشوبه شك، وأن توقن بأنك واصل إلى تحقيقها بلا أدنى ريب، وكأنك حاصل على ما تريد، وتكرر ذلك في نفسك(فترى) صورتك وقد حققت الهدف، و(تسمع) نفسك والآخرين وقد وصلت إلى ما تريد، و(تحس) بهذا كله في جوارحك كلها. إن تحديد الأهداف بوضوح، ثم الدخول في حالة الذهنية صورية ـ سمعية ـ شعورية تتمثل فيها تحقيق الأهداف، سوف يبذر في عقلك اللاواعي، أو اللاشعور شروط النجاح ومتطلباته. وسيقوم العقل اللاواعي (تجد المزيد في الفصل الأخير من هذا الكتاب ) بتوجيه طاقاتك الجسمية، والنفسية، لتحقيق تلك الأهداف. إذن تذكر الجدول التالي عندما تضع أهدافك وتحدد الحصيلة التي تريدها.
[justify]

Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

https://almodarreb.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى